رأى طائر كندي ان الهجرة للجنوب في الشتاء امر متعب جدا، فقال في نفسه اني استطيع تحمل برد الشتاء ولو لهذا العام فقط. فهناك الكثير من الحيوانات التي تبقى هنا شتاءا..
وبعد ايام بدأت اسراب الطير في الهجرة للجنوب حتى لم يعد طير غيره في الشمال. ومرت الايام وبدأ السقيع يتزايد وبدأ يشعر بالجوع، مع نهاية شهر نوفمبر ادرك انه لن يستطيع الاستمرار على قيد الحياة اذا اصر على البقاء اكثر من ذلك.
فبدء رحلته للجنوب منفردا..وبعد ايام ازداد جوعه جدا وبدأ يشعر ان اجنحته تتجمد اذ بدأ يكسوها الجليد. وما زاد الامر سوءا انه هبت ريح عاصفة ممطرة فادرك ان نهايته قد حانت فانحدر منزلقا وبدأ هبوطه الاخير مرتطما بارض مزرعة للحيوانات..
واغلق عينيه منتظرا موته المؤكد.
وبينما هو كذلك مرت فوقه بقرة واذ بها تبرز عليه لتغطيه بالكامل بمخلفاتها. فقال في نفسه يا لها من ميتة بشعة ومقززة ابعد هذا كله اموت مغطى بهذه القاذورات. وبعد دقيقتين ادرك ان معجزة قد حدثت، فالدم بدء يجري في عروقه.. وبدأت تدب فيه الحياة من جديد..
فبدأ يغرد ويصيح باعلى صوته فقد كتبت له حياة من جديد بفضل مخلفات هذه البقرة التي لم تكن في الحسبان.
كان في هذه الاثناء الكلب العجوز الذي يحرس المزرعة مستلقيا وجائع .. واذ سمع صوت الطائر.. ذهب اليه .. اخرجه برفق ازال عنه الاقزار ونظفه تماما ثم اكله.
ومن هذه القصة يمكننا ان نخرج بثلاث دروس اساسية:
اولا. لا تعتبر كل من يسقط عليك شيئا عدو لك.
ثانيا. لا تعتبر كل من يزيل عنك شيئا صديقاً لك.
ثالثا. اذا اسقط احدهم عليك شيئا إبق فمك مطبقاً.
من كتاب خريطتك في رحلة النجاح – جون ماكسويل