في عالم القيادة، لا تُقاس العظمة بعدد الإنجازات فقط، بل بقدرة القائد على تجنب الأخطاء الكارثية التي تهدد الثقة وتدمر الفريق. كثير من القادة العرب يقعون في فخاخ خفية تعرقل مسيرتهم. هذا المقال يكشف لك أخطر ٧ أخطاء قيادية مدمّرة، ويقدم حلولًا عملية تساعدك على التحوّل لقائد يصنع أبطال، يصنع تاريخ، يبني مصداقية، قائد ملهم ومؤثر
ما هي اكبر الاخطاء التي ربما يسقط فيها القادة العرب أكثر من غيرها؟
١- وهم التفوق المطلق
اعتبار نفسه الاكفأ والأكثر اخلاصاً وذكاءً من كل الفريق. والحقيقة من المنطقي ان يتميز القائد في بعض النقاط، إنما اعتقاد القائد أنه الأكفأ والأذكى قد يمنحه ثقة خادعة وغير منطقية، وتغلق أمامه أبواب التعلم من الاخرين، وتقلل من تقدير أدوار ومساهمات الأعضاء، ما يؤدي تدريجيا لانهيار المعنويات والنتائج على المدى البعيد..
إنما: القائد الحكيم يسأل: كيف اكتشف وأستثمر أفضل ما في اعضاء فريقي؟
٢- التوقف عن الاستماع
هنا يتوقف القائد عن الاستماع “الحقيقي” ويبدأ في محاولة عمل كل شيء بطريقته الخاصة (نتيجة لـ “وهم التفوق المطلق” وبسبب وجود صلاحية تسمح له الان بالانطلاق).
ومع سهولة وجاذبية هذا الفخ، تبدأ جودة القرارات في التناقص، وتزداد عيوب القرارات ما يعرض القائد والفريق لبعض النتائج الفاشلة التي كان يمكن تجنبها بالاستماع، ويبدأ الاعضاء الأوفياء والمخلصين في توجيه بعض النقد والملاحظات واللوم له (الباقين، أو بعض ما نسميهم في مصر “المطبلاتيه” يهللون له ويلتمسون الاعذار بنسبة ١٠٠٪ مما يشعر القائد براحة وامان مخادع) ما يحفزه لفرض الرأي أكثر ويتحول اقوى أعضاء فريقه تدريجيًا إلى منسحبين ومنفذين بلا حماس أو إبدا
نصيحة: كلما أمكن اسأل قبل أن تقرر، اخبرهم انك متحمس بحق لسماع أفكارهم الخلاقة حول كيفية …. الأفكار التي ستسمعها فعلا قد تغير او تحسن القرارات والنتائج بشكل كبير. اعرف أكثر عن كيف تطبق الانصات الفعلي
٣- رفض النقد
يبدأ القائد في اعتبار النقد خيانة، ويصنف أي نقد على أنه محاولة للهدم. هنا يبدأ القائد في الشعور بالتهديد، بعض القادة يستخدمون الصوت العالي والمواجهات الحامية، او بعضهم بهدوء تام يقوم بإزاحة النقاد الى مناصب او مهام شرفية مهمشة، ما يضع القائد إما في مواجهات مستمرة مع المفكرين، او يضعه وحيدًا في مواجهة التيار والتغيرات السريعة في العالم ومختلف المجالات بدون سند وقاعدة قوية من القادة الاقوياء المفكرين..
نصيحة: تلقى النقد كمن يتلقى ثمرة جوز الهند، لا تردها كما هي، ولا تتجاهلها لمجرد انها صعبة التعامل. فكر ما بداخلها (ربما فرصة رائعة، او نية طيبة، او ربما مجرد فرصة لاكتشاف ما بالداخل)، وافتح قناة آمنة للتغذية الراجعة. واستمع أكثر لما يقصده الشخص، واطلب منه وجه نظره للحلول الابداعية البديلة، واسأله – إن كان ذلك ملائما – إن احب ان يتولى المسؤلية لفترة محددة عن إنجاح واحد من مقترحاته البديلة.
٤- صناعة دائرة “مطبلاتية” ضعيفة
إن أردت ان تعرف مستقبل قائد انظر الى “الدائرة الاقرب اليه”. ربما يكونوا من المخلصين، المبدعين والأقوياء او المطبلاتيته المتسلقين. والحقيقية أن الاعتماد على “المطبلين” يعطي شعورًا مريحًا بالعظمة وخادعًا بالأمان، لكنه يحجب ويبعد الحقيقة ويعجّل بالسقوط. هنا يبدأ المركب في الغرق بوضوح فيرتفع صوت المعارضة أكثر، ويجنبها القائد أكثر وأكثر، ويقرب أكثر المهللين المستنفعين، ما قد يقودة الى السقوط الأعمق.
نصيحة: اختر دائرتك القريبة بتوازن، انتقي أشخاصًا يكملوك (لا نسخ منك) واشخاص يجرؤون على قول “لا” بصدق ويقدمون حلول بديلة، يتحملون المسؤالية. وفوق كل شيء لديهم قيم ومبادىء اخلاقية “حقيقية” غير قابلة للمساومة..
٥- الإفراط في الخطب الحماسية
هنا يعتمد القائد على الخطب الحماسية الرنانة كحلول لتهدئة الاجواء، كلمات ووعود قوية للغاية بلا أفعال داعمة، وبالطبع تبدأ هذه الخطب في فقد تأثيرها تدريجياً، ويبدأ الاستياء وفقدان الثقة في الازدياد، ويبدأ الفريق المعاون بما فيهم “المطبلاتية” في القفز من المركب مع كل فرصة سانحة.
نصيحة: كن مثل المعلم الأعظم الذي يفعل أولًا ويقول ثانيا، يدفع التكلفة أولًا ويعلن الهدية ثانيًا، يسلك أولًا في الحق قبل ان يعلن انه سيسلكه. هذا بالفعل مكلف (ماديًا ونفسيا وربما جسديًا) إلا انه البرهان العملي الوحيد على محبة ومصداقية القائد مع فريقه.
٦- تأجيل القرارات الصعبة – بطء القرارات
مع الافراط في الاعتماد على الخطب الحماسية، والوعود الكبيرة، والاعتماد على الرجل الواحد، مع دائرة ضعيفة، يأتي لامحالة التاخير في اتخاذ القرارات الإسعافية والقوية، مع انهيار الوعود واحد بعد الاخر، فمع أول شرارة او حدث كبير تتحول المعارضة الصامته لثورة سريعة، هنا قد يشعر القائد ببدء فقدان السيطرة، فيلجأ ربما للخطوة التالية.
نصيحة: جرب استخدام مصفوفة أيزنهاور لادارة الاولويات. وابدأ بقرار هام يبني الثقة ويبني الدائرة الضيقة للقائد. وشاهد ادوات عملية في اتخاذ القرارات من هنا
٧- الانزلاق للعنف والتهديد
إن وصل القائد لهذه المرحلة (ما قبل الانهيار)، تجده يبدأ في اللجوء للعنف أو الترهيب، وهي بمثابة إعلان صريح عن فقدان السيطرة على القارب، وفقدان القدرة على الإقناع. والحقيقة في بعض المجتمعات قد ينجح التهديد على المدى القصير في تهدئة بعض الاصوات. لكنه في كل السيناريوهات لم ولن ينجح للنهاية. إلا انها هناك دائمًا في اي مرحلة أمل وامكانية للاصلاح. والبناء والرجاء.
نصيحة: اقرأ أكثر عن إدارة الصراعات، توقف لحظات، ادعو الله أن يرشدك ويقودك للقرارات الأعظم والأصح حتى لو كانت الأصعب.
هذه الأخطاء ليست نهاية الطريق، بل علامات تحذير. القائد الحكيم وحده هو من يواجهها بوعي، يستمع للمشورة من اشخاص موثوقين وأمناء، ويتخذ قرارات وأعمال إيجابية في الاتجاه الصحيح.
اعداد: بيتر عوض – كل قائد
هنا انفوجرافيك تلخيص للأخطاء السبعة المدمرة للقادة العرب – انفوجرافيك

يمكنك حفظ الصورة على جهازك من هنا


